مسلسل الثأر… يتبع

بقلم لين السيد

الجندي الشهيد محمد حميّة ووالده
الجندي الشهيد محمد حميّة ووالده

في ظلّ غياب الدولة وعجز القضاء في معظم الأحيان عن إصدار أحكام تعوّض بشكلٍ معنويٍّ على عائلةٍ خسرَتْ فرداً منها، أصبحت ظاهرة أخذ الحق باليّد أمراً مشروعاً بالنسبة إلى البعض انطلاقاً من مفهوم العين بالعين والسنّ بالسنّ.

منذ ستّ سنوات، وتحديداً في 28 نيسان 2010، هزّت جريمة مروّعة بلدة كترمايا في منطقة إقليم الخرّوب، ذهب ضحيّتها أربعة أفراد من عائلة واحدة : الجدّان والحفيدتان الصغيرتان. وقْع الجريمة وفظاعة المشهد والثغرات التي ظهرت في مسار التحقيق، دفعت بأهل المنطقة إلى الاقتصاص الميدانيّ من المشتبه فيه، كما تمّ التنكيل بجثته التي عُلّقت في ساحة البلدة. فتحوّلت الجريمة الرباعيّة إلى خماسيّة . وقد شغلت هذه الجريمة الرأي العامّ اللبنانيّ والمصريّ – بما أنّ القاتل مصريّ الجنسيّة – على مدى أسابيع.

تجمع أهالي كترمايا في ساحة البلدة
تجمع أهالي كترمايا في ساحة البلدة

ظاهرة الثأئر لا تزال مستمرّةً حتّى اليوم، وكان آخر مشاهدها يوم أمس الثلاثاء، عندما عُثر على الشابّ حسين الحجيري من بلدة عرسال، مقتولاً بثلاثين طلقةً ناريةً في جبّانة طاريا في قضاء بعلبك. وكان الفاعل قد أعلن مسؤوليته عن قتل الحجيري قبل أن تُوجَّه إليه أصابع الإتهام : إنّه معروف حميّة، الذي تعهد بالثأر من آل الحجيري لدماء ابنه الجنديّ الشهيد محمد حميّة الذي خُطف وأُعدم على يدّ جبهة النصرة رمياً بالرصاص. وها هو يفي بالوعد الذي قطعه بعد سنة و ثمانية أشهرٍ على استشهاد نجله.

وقد قُتل حسين الحجيري، وهو في العقد الثاني من العمر، لأنّه ابن شقيق مصطفى الحجيري الملقَّب بـ «أبو طاقيّة» أحد أبرز المتّهمين في الضلوع في قضيّة خطف العسكريين في الثاني من آب عام 2013.

مصطفى الحجيري
مصطفى الحجيري

 

وعلى ما يبدو فإنّ تبعات عمليّة الثأر لن تنتهي عند هذا الحدّ، مع تأكيد حميّة أنّ ما حصل هو البداية فقط.

تعدّدت أسباب الثأر والنتيجة واحدة : يبقى الردّ على القتل بالقتل جريمةً تنتقل من الآباء إلى الأبناء والأحفاد والدّم الذي يثأر لأجله مرةً تلو الأخرى لن يتوقف عن النزف.